ساعة صفا

كنت قاعد مع أبويا في ساعة صفا ( علي فكرة ده مش برنامج صفاء أبو السعود ) وبحكي له علي المناقشة اللي أنا ثيرتها في المكروباص واللي أدت إلي تطاول بعض أفراد الشعب علي السادة المسئولين - هداهم الله لنا ولأنفسهم وهدانا - ( علي الله اسمع واحد لما امسك الرياسة يشتم حد سواء من أفراد الشعب أو المسئولين ، أنا سامع اللي ورا ده بيقول هتعمل فيهم إيه ياريس – هيتنفخ .. يعني هيتنفخ - ) .

ويبدو إن المناقشة ما كنش ليها هدف نطلع بيه في النهاية ، أي أنها مناقشة حمقاء بمعني الكلمة ويبدو علي توصيف أبويا إن الأمر لا يخرج عن كونه عملية " تفيييص " ( يعني كل واحد يطلع الغل - بتشديد اللام بتاعت الغل علي قد ما تقدر - اللي جواه وده التعريف العلمي لكلمة " تفيص " ابحث في المعجم عن مادة " فَيَصَ " ) ، فأراد والدي أن يرشدني للطريق السليم ، والسليم هنا أمر نسبي يعني ممكن تكون مرجعيته علميه ، دينية ، ، ثقافية ، أبوية ( خايف عليا يعني أهم دول الأبهات ولا بلاش ) .

وطبعا زي ما انتوا عرفين إنك كل قائد عظيم وراه أب عظيم زي ابنه - ويبدو ان – احمد – اللي هو ابويا يعني فكر إنه يديني درس في ازاي اكون ريس مُكْنْ – يعني ريس معتبر – يعني ريس له تأثيره ( ما هو برضه أنا مش جاي للرياسة ديكور – ده أنا جاي أظبط البلد ) ففتح عيني علي حجات كتير بدون ما يكلمني علي الرياسة انا عارف انه فخور بيا ومش عايز يجرح احاسيسي ويقولي " بطل عبط يا بن .... " لو سمحت بدون شتميه يا بابا انتا مش شايفني بدون علي البلوج ( علي فكرة أمر اني أكون ريس ده اصبح مفروغ منه أنا دلوقت بدور علي البرنامج الإنتخابي بتاعي ) .

نرجع بقي لمرجعونا الأصلي – اللي هو ايه – إن علي الريس الإطلاع علي أكبر قدر من تاريخ الأمم ولابد من دراسة التشريعات السياسية المختلفة ( ايه الكلام الكبير ده ) و دراسة جميع الجماعات والتنظيمات وأن يكون علي إتصال دائم بمستشاريه – مش منافقيه – وأن يختار النظام الأصلح للبلد في كل فتره وأن يقيم الفترة السابقة ويقوم أخطائه وألا يتأثر بفكر واحد بس وألا يتبع هواه – ولازم الريس يقرا في الإقتصاد والسياسة والتاريخ والجغرافيا والمعرفة والعلم – أي يكون شخص موسوعي .

في النهاية بقيت مشوش .. بقيت خايف .. البلد دي كلها هتبقي كلمة واحده مني مأثره فيها .. أنا مؤمن إن البلد ده في يوم هتتصلح .. أنا مؤمن اني لسه فيه معجزات .. أنا مؤمن إن في يوم قريب هيكون لنا كرامة في زمن معدش فيه كرامه – والذنب مش ذنب الزمن .. ده الذنب ذنب البشر .. والطمع اللي عمي الأمم الكبيرة وخلاها تأكل في الصغيرة بمبررات تكاد تكون إنسانية وهي في الأصل لا تمت بصله للإنسانية ولا حتي الحيوان ... إمتي بقي يا عم كل ده هيحصل ( لما امسك إن شاء الله ويا أنا يا الشعب ) .