بأي حق جئت يا عيد ولا أرى إنسان من بني وطني سعيد ،
أبكي في ظل وحدة ملئت بها الحشا ، فادمت مقلتي وأصابتها بالقروح ، قلبي قد تركته
عند أحبتي ، فباعوه في سوق الناخسه بصك اختفت نقوشه من كثرة تنقله بين أيدي
مستعمليه .
كل الخلق تسعدهم زرقة السماء وإنطلاق طائرها محلقاً إلا أن عيني لم تجد غير
الأرض لتحتويها، آمالي في الحياة جرعة ماء من أرض الوطن وحضن أحد أفراد العائلة وهو
يخبرني أنه افتقدني حقاً، أريد أن أبكي لأمي في الهاتف وأن أخبر أبي بكوني غير السعيد،
وإن كنت أحاول بما أملك أن يبتسم صوتي عندما أحدثه حتى لا أشعره بالفراغ الذي
يملئني رغم أني على يقين بعلمه بحالي لأنه خبير بأحوال الرجال فما بالك بالعيال.
لا أريد أن أخبرهم بما يدور في نفسي حتى لا أسمع
مواساتهم، فرغم أن قلبي أوهنني وأحتاج كلمات تطبطب على الفؤاد وتطيب الخاطر وتهدئ
روع النفس إلا أنني أكره أن يشفق أحدهم عليا، فكما قال أحد أصحاب الحاجات الخاصة
"الشفقة حبل مشنقة مصنوع من الورود" وإني لأعلم أن إعاقتي في قلبي ففيه
أموت ألف مرة بسهولة وأبعث مرة واحدة وهذا البعث يشبه خروج الروح.
كل ما أحتاجه الآن أن أنجز ما تركت أهلي من اجله – المال-
، كان حاجتي الوحيدة فتركت الكثير من حاجاتي لأجله فلما بدأت بتحصيله لم أجده فيه
عوضاً عما تركته، كل ما أستطيع فعله الآن أن أصرخ في دواخلي وأرسم على وجهى إبتسامتي
الحمقاء وأخبرهم بأني سعيد.