يبدو أن مؤذني السياسة في بلدنا الحبيب أصبحت أبواقهم صدئة يصدر عنها صخب ، لا هو يسمو إلي الموسيقي ولا هو يدنو إلا النشاذ ، فكلما دخلت مؤسسة وجدت مديرها تحول من رجل إداري ، إلي خطيب منبري و رجل بلاغي وعلي رأي سيدي " محمود السعدني " أننا نحن الأمة الحنجورية ، فتجده سيادته يعدد إنجازات المصلحة التي لم تخلق إلا في عهد جنابه ولكي يأكد ويبرهن ويثبت ما هو مطلوب إثباته يجيب في سيرة المدير اللي قبله و أن المصلحة كانت هضيع في شربة ميه بسبب الباشا المدير السابق ، لولا أن الله أرسلني ( أي المدير الحالي ) لأكون رحمة للمصلحة ، ولربما تجدد سيادته يردد آيات من الذكر فيقول مستنكراً " أنه بسبب المدير السابق " ظهر الفساد في البر والبحر " .
فأردت أنا ( أي سيادة الريس القادم ) ولست المدير في السطر السابق للكلام ، الماسك للمصلحة حاليا أن أجرب حنجرتي الكريمة " فقفشت " بيدي علي القلم و جئت بالورقة ساحباً إياها ( كما تسحل الشرطة الشعب ) قصدي ( كما تسحب الشرطة المجرمين ) وكتبت الخطاب التاريخي الآتي وألقيته في الزبالة ( ييييييه قصدي علي الشعب ) سوري:
" أيها الناس إسمعوا وعوا ، أنه ربما ، وربما لا ، حيث أن وأخواتها خاصمت كان و أخواتها ، فلابد علينا ألا نري الأشياء بالمكبر ، فمالنا ومال الميكروسكوب ، لقد ظهرت أعمالهم وظهر ما يبطنون لنا ، فعدوكم عدونا ، فنحن له بالمرصاد ، أيها الناس في أرجاء المكان ، لما التهويل من الحوادث ، ربما خرج قطار عن القضيب ، وهذا ليس عيبا فنيا ، إنما هو قضاء وقدر ، أفلا ترضون به ، فويل لمن لم يرضي ، أيها الناس لما أنتم ساخطون علي واحد هرب ب 20 مليار جنية فهذا قدرنا أفلا ترضون به ، أيها الناس لما انتم ساخطون من أن الشوارع مليانه زبالة والمواصلات زاحمة والحرامية ملت البلد فهذا قدركم أفلا ترضون به .
أيها الناس الحق أقوله لكم ، أن من لم يعلم الحق ، لن يراه أبدا ، فحتي تدركوا حقيقة الحق ، لابد أن أريكم أنا الباطل ، نعم الباطل وحتي تعرفوه لابد مشاهدة فيلم " جواز عتريس من فؤادة باطل .. باطل .. باطل " أرايتم كيف تكررت كلمة باطل مرات عديدة .. ولكي أخبركم بالحق فالعيب ليس فينا ولا فيكم ولا الحرامية إنما العيب في ملة السراير اللي إحنا بنام عليها ، والسلام عليكم أيها الشعب " .
الجمهور يصفق تصفيق حار جدا للرئيس