الخروجات من تلك الأشياء التي أبغضها ، فقائمة ما أكره
أطول بكثير من قائمة ما أحب، ظللنا نعيد تحديد موعد أنا وزميلين لي في العمل من
أجل فسحة حتى وإن كانت تلك الفسحة في مطعم، فأنا مصري مغترب، والمصري المغترب
معروف إنه اقتصادي حبتين [مش بخيل بقولك اقتصادي وتلكم تفرق عن تلكم]، المهم ذهبنا
إلى تلك أحد المطاعم الغبية المشهورة التي تقدم الوجبات السريعية [ايوااا اللي
بطخن الناس]، وحتى يتسنى لنا أن نأكل بلا توقف اخترنا أن نشترك في البوفيه المفتوح
[كل ما شئت مدام مش هتقلب حاجة وانت خارج من المطعم يا برنس].
في البداية أكلنا، فوجدت أن موظفات المطعم الفلبينيات
ينظرن لنا باستغراب، لم أستطع أن أغلق فمي وانا أخبرهم (إني هبات هنا النهاردة)
فابتسمن مع أنهن لا يتحدثن العربية، أخذت أحول كل ما يستطيع طبقي على حمله بصورة لا
تؤثر على شكلي العام مخافة أن يراني أحد أولياء الأمور ويقول [إيه المدرس الفجعان
ده] فكنت أحول في كل مرة 5 قطع من أنواع البيتزا المختلفة الطعم يتبعهم 5 قطع من
أنواع البيتزا المختلفة الطعم يتلوهم 4 قطع من أنواع البيتزا المختلفة الطعم مع
أني أخطأت بأكلي الـ 4 قطع الأواخر لأن معدتي بهدلتني طول الليل ولم أستطع أن
اتحمل الألم فأتبعته بطبق مولخية بالفراخ في الثانية عشر ليلا [متمثلاً بالمثل
اللي بيقول لا يفل الحديد إلا الحديد] فأكيد لا يفل الطفح إلا الطفح بالخامسة
صباحاً أتعبت البيتزا والملوخوية والفرخ طبق به من العسل الأبيض والسمن البلدي ما تشتهيه
الأنفس.
لقد كان اليوم طيباً ولم ينغص عليا
إلا شيئان: أولهم عيل غلس من أهل البلد سب الموظفة بلفظ أبيح كنت عايز أديله على
قفا عين اللي مربهوش بس اتقاءً للشر وإن البلد مش بلدنا سكت متمثلأ في المثل
القائل [يا غريب كن أديب]، والثاني عندما خبأ صاحب لي هاتفي وأخبرته أني على ما
يبدو نسيت هاتفي بالمطعم فتركني أعود للمطعم وحدي لكي أبحث عنه وعندما يأست عدت
إليهم فأخبرني الصاحب إن التليفون معاه من الأول وهوا بيهزر كنت عايز أصدر صوتاً
اعتراضياً من داخل الحلق قبيل البلعوم وأقوله – قول والله يا عم الظريف يا خراشي
عسل والمصحف سكر –
يوووووووووووه نسيت أقولكم على الشيء الثالث اللي نغص
عليا يومي (التلبك المعوي) نتيجة أكل 14 قطعة بيتزا + 500 ملي بيبسي + طبق من
السلطات المشكلة + ربع فرخة مع طبق ملخية صغنطوط والله + عسل عليها سمنة بلدي +
ثلاثة أو أربع بيضات على ما أتذكر في أقل من 13 ساعة.