أولاً أهني الشعب المصري بعيد ميلاده، ثانيا أعتذر إني وعدت إني مش هسيب
المدونة وسبتها لظروف السفر، والغربة زي ما قال حكيم كربة، بس فيها خير، والبداية يكاد
يكون ذلك أول الأيام الذي أصبح فيها متفرغًا، أعود بالذاكرة لليوم الذي أيقظوني
فيه كي أسافر فاليوم معاد الطائرة، لم أكن من محبي ركوب الطائرات ليس رهبةً من
الطائرة لكن خوفًا من مجهول لأن ذلك هو طيراني الأول "والمرء عدو ما
يجهل" فما بالكم من يفارق حياته لكي يصنع لنفسه حياة بإذن الله.
ركبت السيارة، رافقني أبي وأخواي، آثرت ألا يكون صديقي الصدوق موجود لأن
فراقه أصعب في اعتقادي، كان الخروج فجرًا والبرد شديد أو هكذا اعتقدت، كان الجسد
ينتفض طوال الطريق لمدة 3 ساعات إلى أن وصلت المطار ومما زاد الجو توترًا انفعال
زوج أختي "من ساعدني بسفري" بسبب الوزن الذي أحمله بحقائب سفري فالوزن
القانوني 47 كيلو (سبع في حقيبة يدوية و20 في الحقيبة من أصل حقيبتي) أما ما أحمله
يصل ل 75 كيلو، والكيلو الزائد يُدفع عليه 42 جنيهًا مصريًا، مع أن ما حملته لم
يكن إلا هدايا لمن مثلوا دورًا في سفري أو سيمثلوا فيما بعد وكان الحكمة من ذلك ما
قاله زوج أختي "عشان مفيش حد يكون كاسر عينك"، ولم تزد عن الهدايا إلا
ملابس لم تشغل من الوزن إلا كما شغلت أنا حيزًا في طائرة سفري.