أيام الطفولة كان أبي يأخذني معه إلي القهوة ، أتذكر أبي وهو يشق طريقة للصعود علي " سجرة التوتة " ليأخذ بتلابيب فروعها ويهزها لي لتتساقط علي حباتها وأنا أجري خلف كل ما تقع عيني عليه ، كانوا الأطفال يشاركوني التوت من هز أبي ، وكان الغضب يتملكني لأن أبي سبب الهز فلما لا يأتي آبائهم ليهزوا لهم الشجرة ، أحاول أن أنهرهم ليبتعدوا ولكن لا مجيب لندائي غير صداه ، أجلس مع أبي ، أطلب فنجان من القهوة مثله ، يحاول إثنائي وأصمم علي الفنجان ، فيطلب من القهوجي " فنجان قهوة سادة " ، تنظر لي زوجة القهوجي بنوع من الشفقة وتطلب مني أبي أن تضع ملعقة من السكر ولكن الوالد يقابل طلبها بالرفض القاطع ، يأتي الطلب ، أتجرع منه رشفتان ثم أجري ألعب حول المكان هرباً من الطعم البشع لتلك القهوة التي يتجرعها الكبار ، نعود للبيت ، وبعد أيام يعود بي أبي لنفس المكان ويصنع نفس الصنيع مع الشجرة ، وأصنع نفس الصنيع مع الأطفال ، ثم أطلب فنجان من القهوة مثله ، يحاول إثنائي وأصمم علي الفنجان ، فيطلب من القهوجي " فنجان قهوة سادة " ، تنظر لي زوجة القهوجي بنوع من الشفقة وتطلب مني أبي أن تضع ملعقة من السكر ولكن الوالد يقابل طلبها بالرفض القاطع ، يأتي الطلب ، أتجرعه كله للأسف لعدم وجود عذر تلك المرة ، نعود للبيت ، وبعد أيام يعود بي أبي لنفس المكان لنكرر نفس الأحداث كلها إلا شرب القهوة فلم أعد أطلبها أبدا .
خبرات غيري
الأحد، 21 فبراير 2010
سجرة التوتة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليقان (2):
الحمد لله انك بطلت قهوة ، والله حتى كترها وحش ، وكمان تعبتنى وانا فى عز عز شبابى .
الحمد لله انك بدئتها بالقهوة السادة يا جميل
يا ايها المتفائل نظرأ أن لديك تسائل ، فقد بطلبت القهوة صغيرا وشبرتها متجرعا عندما اصبحت كبيرا ، والحمد لله انك بخير ، وابعد الله عنك كل شر
إرسال تعليق