كانت ترقد علي طاولة المشرحة فتاة يبدو عليها أنها بين الثالثة عشر والخامسة عشر ، كان جثمانها مغطي بورق جرائد يبدو أنه تم لصقه عليها بقصد و بمادة شمعية تدل علي سادية القاتل ، بعد كشف الطبيب الشرعي عليها أخبر المحققون أنها اغتصبت ووافتها المنية منذ خمس عشر سنة علي الأقل لكن نظراً لظروف التربة التي دفنت فيها تم الحفاظ علي جثتها بحالة بين الجيدة والرثة ، إستنتج الطبيب أيضاً أنها تم تجويعها لفترة قبل أن يتخطفها الموت بغية إما الإنهاك أو التعذيب ، وإكتشف أيضا عن طريق التشريح جزء من جلد المغتصب في أظافرها وهذا يدل علي المقاومة ومن هذا الجزء تم الحصول علي الشفرة الوراثية للجاني ، بالبحث في ملفات الحاسوب وجد أن القاتل محكوم عليه بالسجن المؤبد مدي الحياة علي ذمة قضية شروع في قتل ، الفاجعة أنه شيخ في الثمانين من عمره خارت قواه لكنه لازل يفخر بين السجناء باغتصاب فتاة في بين الثالثة عشر والخامسة عشر منذ خمس عشرة سنة ، لكنه لم يكن يعلم أنها تجلس الآن علي طاولة المشرحة لكي تشهد عليه ، مصدرةً حكماً ، صانعة من الجرائد اللف جدائل مضفرة لتصبح هدية منها لعشماوي فيضعها مكان الحبل .....
خبرات غيري
الأربعاء، 28 أبريل 2010
المغتصب
السبت، 24 أبريل 2010
التغيير
لا أفضل أن أنظر للمرآة وأنا أرتدي – فنلتي الكت – لأني اُصدم بكرش متدلي يترجرج كجلي لسه خارج من الفريزر ، أُفاجأ بذراعين مترهلين سمينين علي شكل الهضبة ، أُحطم لأنني لابد أن أكون مليء بالعضلات لأنهما ما تميز الرجال في مجتمعنا و أنا خالي منها كخلو الدجاج الفيليه من العظم ، أكاد أنهار بتذكر وصولي للثاني بعد العشرين عما قريب ، كل ما يميزني بنظرة المجتمع للرجل الشرقي غابة كثيفة من شعر الصدر أتخيل أني أضفره ، أبتسم إبتسامة تدل علي سذاجتي وعبطي ، أحك صلعتي بأظافري ، أبكي علي الأيام الخوالي أيام الطفولة كان فيها شعري مهفهف كالحرير ، امتعض لتذكري قول إمرأة لحوح تترزق من سؤال الناس بعد رفضي مشاركتها في نصبها عليهم باعطائها حسنه " خد هنا يا بكبظه " ، اقرأ عن إحصائية أن أغلبية الرجال والنساء لا يعجبهم أجسامهم ، ويريدون التغيير ، لا أعلم تلك الأيام الكل ينادي بالتغيير ، وللأسف تمت حملة إعتقالات بسبب ذلك الفكر المخرب ، لأن من يريد تغيير – أندرويره ( ملابسه الداخلية ) - مثلا ربما يريد تغيير شيء أكبر بكثير ، أستغفر الله وأفضل أن أكون من الجامدين الثابتين علي – أندرويرهم القديم – فلا داعي للسجن والبهدلة ، و أعود بذهني للمرآة التي تظهرني علي حقيقتي بدون رتوش ، أتقبل شكلي كما هو لكسلي عمل أي تمرين رياضي ، ألبس قميص أو تي شرت يغطي عورتي ، وكان الله ستار حليم .
الأحد، 18 أبريل 2010
العصفورة
كنت أكره العصافير وأنا عيل ، السبب كنت كل ما أعمل مصيبة، ألاقي أمي تثبتني وتقولي إنت يابن الكلاب ايه اللي خلاك تعمل كده ( وقد اكتشفت من قصص التراث أنها شتية ستي أم أمي ثم ورثتها أمي ثم أورثتها إلي أختي وقد سمع أبي السبة في يوم ما وتأكدوا انه لم يمر اليوم علي خير ) ؟ وبعد الإنكار الطفولي . أعترف بعملتي أياً كانت وكانت اجابة أمي عليّ بعد الخرطوم اللحمربتاع تسليك البلاعة والشبشب بتاع الحمام والنهنهة سؤال مين اللي فتنلك عليا؟ وكانت الإجابة واحدة دائما – العصفورة - , وعرفتني ان كل أم معاها عصفورة صغيرة بتقولها ابنها بيعمل ايه دلوقت وفين ، طبعا أن كنت مرعوب من مجرد التفكير في الأمر ، وكنت كل ما اشوف عصفورة في الحته اللي بعمل مصيبة فيها كنت أبقي خايف انها تكون هي دي بتاعة أمي اللي بتفتن عليا ليها مع إن لكل عيل صغير مصايبه وللأسف عصفورته الفتانة .
***
طب مفيش طريقة لمعرفة أم العصفورة دي ويبدو إن عصفورتي بتسترزق علي قفايا ، ورغم وجود ذلك الجهاز التجسسي الرقابي إلا انني كنت أغلط دايما مرة تانية وأعمل العملة من دول وهوووووب ألاقي أمي قفشاني مرة تانية والخرطوم اللحمر يشتغل أو الشبشب والنهنهة مع العلم أنني أكثر واحد ادلعت في إخواتي عشان آخر العنقود وآخر العنقود سكر معقود ، اخواتي بقا شالوا 90 % من هزار أمي ربنا يكون في عونهم .. خرجت مع عيال الشارع في رحلات صيد للعصافير يمكن العصفورة بتاعتي تموت علي أيدهم ، بس برضه رغم اقتناصنا عدد لا بأس به من العصافير ، ظلت أمي تعرف مصايبي ، لذا سلمت بالأمر الواقع والعصفورة ، ولم اكتشف حقيقة العصفورة الفتانة إلا عندما أصبحت صبي وإنتقلت المسؤلية من أمي لأبي .. في التوجيه .
الجمعة، 16 أبريل 2010
تعيشي حره يا بلدي
قبل الشروع في القراءة هي أقرب للخاطرة منها إلي الزجل – و يتم قراءة المقطع اللي تحت الرقم بدون وقوف للإستمتاع بالخاطرة
***
***
1
رسالة ليكي يا بلدي
أنا ولدك المظلوم
2
بدوب في ترابك اللسود
3
وفيكي حقي يابلدي
لكن مهضوم
4
وأما عن خروجي منك
5
خروج جسمي
أقولك إن عليه مرغوم
6
فروحي معلقة بيكي
وده واقع ما يتغير
أكيد محسوم
7
فأكل العيش يا بلدي مر
8
وكل اللي أملكه عقلي
يإما يموت ييفضل حر
9
وموته يا بلدي ما يفيدك
يا ست الكل
ولو موتي هيعيدك
10
فأمنيتي
11
أكون شمعه لتمجيدك
أكون ذكري لتخليدك
12
وإن صابك في يوم ما داء
أكون لشفاكي ترياء
13
وإن هوب جبان منك
أكون إعصار علي الأعداء
14
ولما للعدو نصطف
أكون واقف في أول صف
15
لحد الحين ما يجي الحين
أنا راحل
ومش هيأس
راح اناضل
16
لحد محقي يرجعلي
وأفضل ليكي يا بلدي
أفضل حر
***
تعيشي حره يا بلدي
السبت، 10 أبريل 2010
عايش وسطنا
قال الفاجومي
جيفارا مات
رديت وقلت
قام الجدع مَلْ الموات
صحي بكلامه شعبنا
قَوِمْنا من عز السـُبات
جيفارا عايش وسطنا
وسط المحن هو الثـَبات
ولما موجة تهزنا
تلاقيه بيجري يضمنا
جيفارا رمز للبطولة والبطل
جيفارا حي
جيفارا شعلة للأمل
جيفارا ضي
جيفارا دستوره العمل
ومسيره جي
منتظر منا الإشاره
حصانة أبيض تشتهيه كل العذاري
وفي وصفه قول مليار أماره
شهم وشجاع
همه الجياع
ويبيع متاعه
ليشترنا به متاع
وإن حد عرضه
ميعدموش
ميسجنوش جوا البتاع
ميهددوش
ميخوفوش
ميرهبوش
ويحسسه بإنه ضاع
جيفارا قال
آن الأوان
والوقت حان
بعد النشوف
مصر ترجع غصن بان
قول كمان
قول كمان
ياجيفارا
الاثنين، 5 أبريل 2010
أمير والحذاء
يبدو أن التعليم في تطور ، وقد اكتشفت ذلك بالصدفة البحته ، كنت أدقق في واجبات بنت أختي ، وبعد التدقيق في كتابتها التي لم أفهم منها إلا بعض الكلمات ، طلبت منها القراءة ولما لم أفهم شيئاً أيضاً طلبت منها استخراج الدرس من الكتاب وتركه لي حتي أملي عيني منه ، وبدأ الدرس بعنوان أمير والحذاء ثم بدأ السرد : الساعة تدق السابعة ، لبس أمير ملابس المدرسة ، أمير يبحث عن الحذاء ، يقول أمير : أين الحذاء ؟ كان الحذاء هنا ، كان الحذاء هناك . الساعة تدق الثامنة ، وجد أمير الحذاء . وصل أمير إلي المدرسة متأخراً . انتهت حصة النشاط بكي أمير وقال : سأضع الحذاء في مكانه .
أما الأسئلة فكانت كالتالي :
1- ماذا لبس أمير ؟
2- عن أي شيء يبحث أمير ؟
3- متي وصل أمير إلي المدرسة ؟
***
السؤال الذي اريد طرحه علي وزير التربية والتعليم أو واضعي المنهج : ما الذي سيستفيده الطالب من قصه أمير والحذاء إذا كانت اللغة العربية فبإس التعليم ذلك . وإذا كان التعلم من أمير أخطاء أمير فالطالب أقرب لتعلم كيفية التأخير علي المدرسة ، ولو كان الوزير أو مصممي المنهج يعلموا أن هناك أستاذ واقف علي المدرسة " هيطلع عين أهل أمير لو إتأخر " لكانوا علموا الحقيقة أن أمير لن يتأخر بسبب الشومة ( عصا غليظة ضربها مؤلم وتسبب كدمات ) التي يملكها الأستاذ ، سيدي الوزير ماذا تعلم الطالب من معرفة لباس أمير أو ماهية الشيء الذي يبحث عنه أمير أو وصول أمير من المدرسة متأخراً أم متقدماً أو مدي هرجلة أمير إعذرني يا سيدي ( هل الحذاء الذي ضيعه أمير هو الذي سيجعل من الطالب شخص منضبط ) . سيدي الوزير أبووووووووس الأيادي شوفوا منهج يعلم العيال حاجة وسيبكوا بقي من " أمير والجزمة " ، تلك نصيحتي لسيادتكم ، ما تتعدل بقي ياض ( طبعاً قصدي أمير ) مش إنت يا معالي الوزير .
السبت، 3 أبريل 2010
الشرطة المدرسية
الشرطة المدرسة في الإبتدائي كانت فخر الطلاب المشتركين علي أي حد مش مشترك ، لم أدخل للشرطة المدرسة إلا في السنة الأخيرة من الإبتدائي أي – السنة الخامسة لي - لأن المدرس الدرس الذي يختار الطلاب كان يعرفني – خمس سنين بروح عنده هو وأخوه ( آآآآه واسطة ) – وبعد ذلك رجعت البيت طلبت من أبي بعض الجنيهات لكي أشتري – الكاب والمنديل – وكان ذلك الكاب يشبه كاب الطيار إلا أن كاب الطيار لونه كحلي أما كاب الشرطة المدرسية لونه أحمر أو بني ، واعتقادي أن مصممي الكاب اختاروا هذين اللونين هما لإثارة الرهبة في نفوس الطلاب بلون أحمر كالدم أو بني كقاتم ، وكانت هناك ميزتان للشرطة المدرسة الأولي طبعا للمدرسين لكي نبعد الطلاب عن أماكن تجمعهم في الفسحة وكذلك الفصول ، الميزة الثانية لنا ، لأننا في تلك الفترة كنا نحب السيطرة علي الغير والتحكم في الآخر ، المهم كانت خدمتي 3 أيام ، وراحتي مثلهم ، وفي أحد أيام راحتي نسيت طعامي في الفصل أو تناسيته لكي أدخل مرة أخري ، وكان الدخول للفصل في الفسحة أمراً صعباً و من يلج للفصل بأي طريقة كانت كان يترسم علي من حوله وكانت طريقي للدخول أنني في الشرطة المدرسية يعني هدخل – فردة – غصب واقتدار .
مع أني عما اتذكر كنت طفلا مسالما ، حاولت الدخول فمنعني أحد طلاب الشرطة ذلك اليوم ، فحاولت إخباره بإننا زمل وحبايب وفي نفس الفرقة ، فأبي واستكبر ، ففار الدم في نافوخي وضربته – بسن الجزمة – في قصبة رجله ومن لا يعرف قصبة الرجل انها المنطقة التي تعلو القدم ، هوووووب ، شافني مدرس الألعاب فقال تعالي رحت وأنا أدرك أنه ربما سيوبخني وربما آخد عصايه علي إيدي ، فأخذ يضربني ضرباً علي فخذي بعصا بلاستيك – بتاع الحمير أيوووه – ضرباً جعلني أصرخ وأتأوه – أو أو أوه آآآآآه - ساعتها واتألم بعدها .
في اليوم التالي أحضرت أبي وأخوايا إلي المدرسة لأن العقاب لم يكن مساوي للفعل ، فطلب أبي المدرس قص ما حدث ، فقال له أنه رآني أضرب الولد بقوة في ( منطقة حساسة ) وكان الولد ممكن يروح فيها لولا تدخلي – أي المدرس – وكنت حاضر للكلام فأخبرت أبي أن هذا لم يحدث مع استقطاع فترة أثناء حديثي للبكاء الذي يفطر القلوب ، فكذبني المدرس ، وطلب مني أحد المدرسين الحضور الرجوع لفصلي ، ولم أعرف ما الذي حدث بعد ذلك ، لكن كل ما أعرفه أن أغلبية مدرسي المدرسة تعاملوا مع بجفاء مع بعض المدرسين طلبوا حضوري في مكتبهم للتأنيب لأني مهما كنت طالب وهو مدرس ( من منظور المشاركة حتي لو في الظلم ) ، أما باقي المدرسين كانوا غير اجتماعين بالعادة ، وبذلك حكم علي الموات الإجتماعي بين المدرسين لفترة طويلة ، ولكن في النهاية شعرت بالنصر علي الظلم رغم اعترافي بأني أخطأت في ضرب الطالب المؤدي واجبه ، إلا أنني شغلت بسؤالي حرت في الإجابة عليه في تلك الفترة يا تري المدرس القدوة لما يكذب ، إيه اللي يعمله الطلبة ؟