الطعام ما أحلاه وما أطعمه .. يا فرحتاه بالمحمر والمشمر .. ويا سلام لو كان حمام بقي .. يا خبر .. وكنت أعتقد لوقت قريب .. أن من يترك عظمة واحدة في حمامة كان يأكلها .. ليس برجل .. ثم عرفت إن ده طفاسة .. ولكن لم أستطع أن أقلع عن عادتي في الأكل .. ولم تستطع حمامة والحمد لله أن تفلت من تحت أسناني سواء لحمها أو عضامها .. وأجد جماعة من جحافل الجمهور الموجود أمامي تسأل .. ومال الطعام ومال الرياسة ؟ ودول لا يفقهوا شيء فالطعام جزء لا يتجزء من القرار السياسي وربما خريطة العالم تتغير بسبب أكلة .. أه والله أكلة .
وسوف أوريد لكم مثال .. قد طرأ علي مسامعي .. فقد سمعت أن " ديليسبس " صاحب فكرة مشروع قناة السويس .. استطاع أن يعتمد أوراق القناة من الخديوي " محمد سعيد " بأكله .. أيوه أكله .. وكانت الأكلة دي " مكرونة اسبكتي " يعني مكرونة شعرية .. وكانت لا زالت أكلة جديدة مستحدثة من فرنسا .. ومضي الخديوي سعيد علي حفر القناة وهو في قمة الفرح بالأكلة الجديدة – وكلمة واحدة أقدر اقولها للخديوي سعيد " يا حلاوة شمسنا – وخفة دم أهلنا " .
و الظاهر من الواقع المسيطر علي – أنني رحمني الله – محبا للطعام ، مشتهياً للأكل ، مقبلا عليه غير مدبر منه – أصول وأجول علي منضدة الطعام – تري يدي تمتد إلي جميعه لا تفرق بين لحم و خضار – أجاهد بصعوبة طبق البامية .. وتزغلل عيني بمجرد الوقوع علي طبق ملوخية .. وأري أن هذا من البلاء – فاللهم أعني عليه – و قد عرف كثير ممن حولي أن الطعام هو نقطة ضعفي – فإذا أرادت أمي أن توقظني تخبرني ب " أنها عينا لي طبق حلو من اللي قلبك يحبه " – وذات مرة نمت في محاضرة ما .. فأرد زميلي أن يوقظني ويفيقني .. فأخرج من جيبه قطعة من الكيك فلم أرحمها – وبالصدفة – فلت مني الكيس التي كانت تتغلف به ... ومن مصائب هذا الزمان الطعام .. فكثير من الرجال يرون النساء هم أس الإغراء .. إما أنا فأعتقد أنها " الأكلة الحلوة " – بس طبعا لا يقدر النص الوحش اللي هما احنا الرجال – التخلي – عن النصف الحلو اللي هن النساء .. وأهوا كله أكل .
في رأي الشخصي أن ( الطعام عادة – والطعام عبادة – والطعام وسيلة – والطعام غاية – والطعام فلسفة – والطعام طريقة للحياة ) – وكما قال أستاذنا محمود السعدني علي لسان الناس : هناك صنفان من الناس أناس تحيا لتأكل ؟ وأناس تأكل لتحيا ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق