الأستاذ ثروت

حضرت أول يوم في التربية العملي وأنا الفخر يملئ كل جوانب قلبي ، يا حلاوة يا ولاد وبقيت مدرس ياض يابسام وعين الحسود فيها عود وأمه داعيه عليه اللي يشوفك وما يصليش علي النبي ، أول حاجة تعملها لإثبات أنك مدرس تخش حمام المدرسين اللي كان محرم عليكم ايام الابتدائي والاعدادي واللي كنا بنخشه – في السكرته - ايام الثانوي، اخذت أتراقص وأنا داخل الحمام لأني بمجرد دخولي اياه أصبح أول شاهد لكوني مدرس , ومما زاد الأمر متعه وجدت أحد المدرسين بداخل الحمام الكبير النضيف جداً عكس حمام الطلبة اللي كان ريحته - نشادر - ، أومأت للمدرس برأسي في إشاره اللي احنا زُمل فرد علي بنفس الإشارة مما زاد فرحي فرحاً وقربت أزغرط .

علمنا أن المسئول عنا موجه اسمه ثروت ، تخيلته رجل طويل ممتليء بالمهابة يخط شعره الأسود خطوط بيضاء تزيده وقاراً في عيني و شخصيته مبهرة ، دخل علينا فوجدته قصير يبدو أنه صابغ شعره وقالبه ورا رغم سنه ، أخبرنا انه يعلم المدرسين علي ICDL وشعر بالفخر ، لم نكن نعلم أن هذه الكورس بسيط ، بمجرد التمجلس معاه كام مره أخبرنا بمعني غير صريح أنه يحب أن ننافقه أقصد نجامله ، في أحد المرات دخل علي زملائي بالتشيرت الكتب وطلب من كل واحد ابدأ رأيه الحلو في التي شيرت بتاعه ، وفي أحد المرات وقف يشرح ويعلمنا شممنا من نظرة عينه قول " بصولي يا بهايم ده الشرح ولا بلاش مش التخلف بتاعكو " ثم قال " العيل يخاف من العصاية والشخط شفوني وانا بشخط كده بس بلاش العصاية عشان لو حد جه هيودينا كلنا في داهية " ، في أحد المرات وهو يجرب طريقته الشخطيه رد عليه الطالب ببجاحة لم يستطع الموجه ان يفعل شيئا إلا أن وقف مبهوتاً مصعوقاً ولولا المدرسه الأولي كان زمان موجهنا العزيز اتشمبر ، وصدقوني مكناش هنحوش عنه – أندال بقي تعملوا ايه - .

طلب مننا في بداية السنة أن نعمل حفلة كبيرة في نهاية السنة ونجيب " طوووووورطه وكااااكولااااااا ويا ريت تكون كانز مل في علب صفيح دي " أدركنا ديته ، أخبرنا عيني عينك ان الدرجات توضع علي اليوم الأخير ( يوم الحفلة يعني فإن احسنتم فإحسان وإن أسأتم فنفخ ) ، أحد المتدربين منا كان يتحداه طول السنة وكان الموجه متوعده بالويلات ودرجات تبكيه بدل الدموع دم ، جه وقت وضع الدرجات في نهاية السنة قام زميلنا بالبحث عن جاتوووه الصلاة علي النبي شكله متكلف ، وجاب فيروز من السيبر اللي بيشتغل فيه اهوا بالمرة ينفع السيبر ، وطبعا خد الدرجات شبه النهائية لأنه طاب مجتهد وبرضه ياجماعه هوا اللي شال الليله ، في النهاية ودعناه بين داعي له وداعي عليه لأنه ساوي المجتهد بغيره بنظرة المجتهد ، وأنه أستاذ زي العسل بنظرة الغير ، ومشي الاستاذ ثروت ولحد دلوقت مشفتوش ولا عايز .