مهما كان هيا بنت وأنا ولد !!!

كانت زيارتي لخالتي وأنا طفل ، بمثابة الخروج من عنق الزجاجة ، كانت الزجاجة هي قريتي والعنق الذهاب للمدينة عند خالتي ، كنا نسكن في شقه وكانت خالتي تمتلك شقه ، كنت أركب الخيل والحمير ، وكانت تركب السيارة ، كنت أفطر الماعز صباحاً قبل ذهابي للمدرسة ، وكانت خالتي تطعم البوبي ، كنت أستحم بالصابونه ، والبوبي يستحم بالشامبو ، وكان ذلك البوبي شاهق البياض كثير النباح رغم قصره الشديد ، وكان يبغضني لسبب لست أعلمه ، كان الذهاب لخالتي أقصي أمنياتي في تلك الفترة ، لأني أجد عندها ما لذ وطاب من طعام ومشروبات وشبسيات وأجهزة حديثة جداً وقتها فقد ظهر اختراع جديد يسمي كمبيوتر ، وليست المقارنة هنا حسداً بل إني كنت أحب خالتي حباً جماً ، وكنت أنا فخر أمي أمام الخالة و بنت الخالة التي تكبرني بعام ، أخبرت أمي خالتي أنني ألعب رياضة الكارتيه ، كنت ناقص أسمع أغنية – أنا أم البطل - ، تحدتني بنت الخالة لا أعلم لشعورها بالغيرة أو أنها تريد أن تثبت ضعفي حتي لو شربت لبن العصفور .

كل ما كان يخطر ببالي أنها مهما صنعت يجب ألا أقسو علي بنت خالتي كل ما يجب أن أثبته أنني لاعب كارتيه ، الكارتيه يبدأ بتحية الخصم بالنحناء أمامه ليس تعظيما ولكن إحتراماً ، لسه يدوب بنحني هوووووب ، لقيت شعري بيتشد وبنت خالتي بتجرب عليا دوخيني يا لمونه ، وهات يا تدويخ ، ويبدو إن اللمون كان كتير بالهبل ساعتها ، وكذلك النجوم التي تحلق فوق رأسي أو هكذا تخيلت من كتر الفرجة علي الكرتون ، كل ما أتذكره أنني في لحظات كنت طريح الأرض ، لا أتذكر هل ضربت ركله خلفيه أم أن ذلك الانبطاح كان من شد الشعر بس ، أتذكر أيضا ضحكات أمي وخالتي وتقريبا إدعائي أنني اللي سبتها عشان هيا " بنت " وأنا " ولد " وظلت بنت خالتي لفترة كاسره عيني بتذكيري بمنظري وأنا أسف تراب الأرض .. وأنا أطيب خاطر نفسي بقولي " المسامح كريم " أو هكذا إدعيت ، ويا بخت من بات مظلوم ومبتش ظالم ، انتوا مش معايا ولا ايه .