أرسل رسالتي الأولي لك يا وطني من ابن قرر أن يعقك ، بتدوير رَحْلِهِ علي بلد ليس بعارفها ولا عالم حاله بعد وطئها إلي أن يحين الحين ، أعلم أنني أصبحت فيك بين منزلتين ، الأولي إخوة يوسف من يوسف والثانية يعقوب المحب لولده ، اخبرني ما العمل وأنا كل ما أراه مقبل علي - طوفان نوح ، وجبروت آل فرعون ، وإنكار إخوة يوسف ، واعلم أنك لو نصحتني نصح لقمان لولده فقد اتخذت قراري ولا راد لي إلا الله .
وطني إن راحل عنك رحيل المكره ، كرحيل موسي عن مصر ، رحيل ممتد لكن له نهاية ، لا أعلم شيء من المعرفة غير أنه وجب علي أن أضرب في الأرض ، محير بين أحلامي و واجباتي ، في جنباتك وجدت الألفة والمألوف ، ذقت طعم الصداقة بعد أن تجرعت مرارة الوحدة أعوام عدة ، أتذكر "رابحة" تلك الفرس العربي التي امتطيتها ، أتذكر " شبورة " الحمار المعذب في الأرض لأني كنت أتخيل نفسي وأنا علي ظهره في طفولتي بالفارس ، هل حقاً أنني فارس ، أم أنني مجرد مترجل في الجيش ، إذا رأيتهم يكرون كررت معهم وإذا رأيتهم يفرون كنت أولهم ، أتذكر دراجة السباق التي حافظ عليها أخوتي 12 سنة لكنها دمرت بوصلها إليَّ في 3 سنين عجاف ، أتذكر من هم أهم من حياتي أبي وأمي وأخوتي وصديقي ، كنت أحلم أن أمتلك صبر أيوب وسماحة عيسي وحياء المصطفي ، كنت أحلم فاستيقظت علي واقع ، أنني كي أحيا فيك لابد أن أكون منزوع التفكير ممنوع من الكلام ، فآثرت أن يبطش بي قوم غير أهلك حتى لا يتملكني الكره فأصيبك بإصابتهم ، كل ما أستطيع قوله أنه لن يموت حلمي ، وكل ما أريد البوح لك والعبرة أكتمها حتي لا يظنوا مني إنكسار ، وطني أنا آسف ، حقا أنا آسف .
هناك تعليقان (2):
يسر الله أمرك ... وأمر بلادنا
ازيك يا أستاذ وائل أتمني ان تكون بخير ، ويسر الله أمرك وأمر مصر وسائر بلاد المسلمين .
إرسال تعليق