الشعور
بالغربة، اممممممم كنت بحسب دايما إن قلبي جامد، كنت بحسب إني مش هزعل على الفراق،
قبل ما أسافر ب 10 تيام بالظبط، بدأت غصب عني أسرح كتير، رغم إني استنيت السفر
كتير وحلمت بيه أكتر بس اتمنيت إن يحصل حاجة توقف السفرية، لدرجة إن اتمنيت إن
الجيش يقولي مش هتسافر لإحتمالية استدعائك وأنا رايح اجيب تصريح السفر، هسيب شغلي
الحكومي لأن معنديش استعداد ان أضيع عمري في شيء مجهول ومفهوش ضمانه بسبب نوع
العقد بتاعي مع المشيخه، وفي نفس الوقت وأنا بعمل الورق بدور على طريقه عشان أفضل
في الوظيفة الحكومية رغم إني عارف مفيش أمل،شعور متناقض زاد قبح بشعور إني طماع بس
يمكن دا الخوف من المجهول، البيت سعيد إن رايح على جوز أختي، قلت لنفسي مش متخيل
إيه الحاجة اللي تخلي إنسان يسيب أهله عشان المادة، أقول لنفسي في حجات كتير هتقف
لو مستفرتش الجواز/المستوي الإجتماعي المحترم/ والعيشة الكويسة/سعادة البيت أضحك
وأقول وجوازي من أربعة، أنا طول بسمع إن السفر مر، وكنت بضحك على هبل اللي بيقول
كدا، كنت مفكر إن اللي يرفض النعمة، عشان الأسرة والكلام ده مجرد شخص أهبل.
بدأت
أكلم نفسي وأعرف إني أنا اللي كنت أهبل، الأسرة طلعت متتعوضش بمال قرون، هسيب
الصاحب اللي بحس معاه إني أهبل أو بالأصح على طبيعتي مع إنه كان بيواجهني بهبلي بس
دلقوتي تقبل الأمر الواقع، وجودك وسط ناس بيحبوك حتى لو كل يوم بتتخانق معاهم أمر ميحسش
بيه إلا المفارق ومش قصدي الفراق برحله، الفراق انك رايح مكان متعرفش المدة اللي
هتقعد فيه متعرفش إنك هترجع لهم على نعش ولا هترجع تلاقي حد منهم على نعش، بدأت
وأنا ماشي في الشارع أخد نفس عميق، من أي مكان بمشي فيه، رحت للأماكن اللي كنت
باكل فيها ديمًا، لدرجة إحساسي إني مأفور وعايش في الدور، سألت الناس إيه طعم
السفر، حد يقولي انت عايز تكتئب وخلاث، مش عارف، بس صدقني هتعرف لما تكون ناوي على
سفر، تعرفوا انا حسيت بإيه حسيت إني زي الطور الهايج اللي اتكتف ورايح السلخانة،
ومش عارف إيه المكان اللي رايحه، هو حاسس بانتهاء مصيره، لكن مفيش أي دلاله على
كدا غير ناس كتير حواليه، يبدأ يشك لم يكتفوه بالحبل عشان ويوقعوه على الأرض،
ويتأكد لما السكينة تكون بتمر على رقبته، ساعتها بس يتأكد إنه رايح بدون رجعه.