رمضان الفرارجي أو رمضان "نايف" لم يكن اسم أبيه نايف ولكن أضفته على هاتفي بهذا الاسم بسبب اسم محل الدجاج الذي يعمل فيه، كان شاباً بسيطاً على فطرته فعلاً طيب بس غشيم، والدليل على غشمه أنه داعب أحد زبائن المحل بسكين على رقبته وهو بالطبع لا يعرف الزبون، حاولت التقرب منه عشان يخلصلي الفراااااخ بسرعة عندما أطلبها منه (آآآه أنا مصلحنجي بقى واستغلالي يا جدع!!!) ، بطيء جداً في دبح الدجاج وتنضيفها وكأنه يستمتع بالبطيء لا يبالي بتأفف الزبائن، دلفت إلى داخل المحل وسلمت عليه "ازيك يا عم رمضان" قالي لي: "الله يسلمك " ، وزن لي حاجتي وكان الوزن أكبر من حاجتي ولكني احرجت بسبب أنه قال أحد الزبائن: "اصبر لحد ما اخلص للأستاذ الأول" قاصداً العبد لله ولم أشأ أن أرده في وزنته – خاصة بعد تثبتي أو تسنيجي في الكلام - لأنه كان يقول كلمة الأستاذ وكأنه يفتخر بي.
لحظات ووجدت رمضان شارد مع نفسه راسماً على ثغريه ما فوق
الإبتسامة وما دون الضحكة، قلت له: "لاااا دا أنت شكلك النهاردة حاجة
بسطاك"، تابع تحركتاه البطيئة راسماً ذلك الشيء الذي هو مافوق الابتسامة وما
دون الضحكة، حاسبته على وزني الزائد من الدجاج، واتبعت حسابي قولي : "وعهد
الله فيه حاجة وحاجة كبيرة كمان"، قال وهو مستمر في الابتسام: "مالك
مركز معايا كدا النهاردة عن كل مره" قلت له: "يا عم اللي يفرحك
يفرحنا" هنا دخل شاب هندي يبدو عليه أنه يعمل خادماً أو سائقاً عند أحد أصحاب
البلد، أعطاه رمضان ربع دينار فراجعه الهندي بالانجليزية وأنا متأكد إن رمضان كان بقول
جواه: "هو ابن الدمزه ده بيقول ايه" فرد عليه رمضان وهو ينظر لي
متفاخراً بإنجلزيته وكأنه عايش وينتقل بين انجلترا وامريكا بقاله خمستاشر سنة: No ، فابتسم الهندي وتابع حواره
بالإنجليزية فقال رمضان وهو منشكح: yes،
فَهَمَ الهندي بمغادرة المحل فخبطه رمضان بكلمته الأخيره وقاله: Oky.
أكملت حديثي مع رمضان وقلت له: "والمصحف انت مبسوط
جامد فحت آخر حاجة " قال لي رمضان وكأنني تنجمت بالغيب: إنت عرفت منين، قلت
له: من أول ما دخل وانت قاعد تضحك مع نفسك يا معلم، قال لي: "أصل أنا خطبت
وعملت اختبارات لخطيبتي وشديدت عليها قوي ونجحت في الاختبارات" قلت له وكنت
أعتقد إنه أصلا متجوز: هو انت لسه خاطب ولا ايه!!! ، قالي وهو شديد السرور
"آآآآآآآآه"، قلت له بكل صدق ما
دام مبسوط "متقساش قوي في الخطوبة من الأول وامسك عليها، هيا الزوجة الصالحة والأبن
الصالح بيجيوا بالساهل يا رمضان" ثم خرجت وأنا واخد وزني من الدجاج بسرعة
خشية إنه يحكي معايا زياده وأنا الصراحة مصاحبه عشان ينجزني بسرعة ولو طلت أحول نفسي فرخة بتبيض هحوله نفسي يا جدعان بس أنجز بقى يا عم رمضان وخلصني.