لم أكن أعلم أنا كل هذا سيحدث لي ، فأنا التعيس بن السعيد
، كل شيء بدأ في أم الحصة عندما تجرأت وأمرت طالب وسيم قسيم ، قد نسى كتابه طالباً منه أن يقف
بجوار الحائط لمدة حصتين ، عادي يعني ، فشنت عليا حرب ضروس وبدأ هجوم المدرسين يظهر لي من كل حد
وصوب ، جرى ايه يا جدعان هوا كلكوا عليا ولا إيه لاااااا دا أنا صايع قوي، وإذا بمدرس
يولول في وشي ويقولي إإإإنت نيلت إيه؟ إنت تعرف الواد اللي وقفته ده أخوه في أمن الدولة ،
وإذا بي لا إراديا ركبي تخبط وأنا بقول وبأعلن إحدى مبادئ الكلاميه كله عندي سواسيه ، ومن جوايا
بقول: هارك اسود ومنيل يا بعيد ، يعني حبكت أمن الدولة كمان في الغربة ، هيا أمن
الدولة دي ورنا ورانا ولا ايه!!!
انتظرت بفارغ الصبر وصراحه الرعب ركبني ونويت أن أبدي ندمي وتأسفي واعتذاري ورجائي وطلبي أن يغفر ذلكم الطالب سلمان لي ذلتي وخيبتي ونيبتي عندما أرى الطالب في الحصة القادمة له، ولما بدأت الحصة قلت لسلمان: أقف يا سلمان. فرد سلمان: ليش يا
أستاذ، قلت له: متخفش بس اقف، فوقف سلمان، فأمرت الطلبة أن يسقفوا لسلمان، فرد
طالب (أخوه مش في أمن الدولة أكيد) : ليش يا أستاذ؟ قلت: أم ليش اللي طلعت لي في أم
الحصة، سقف ياض منك له وخلاص، فصفق الفصل لسلمان، قلت له اقعد يا سلمان، فجلس
سلمان وهو غبطاً فرحاً مسروراً.
أخذت أجلجل بصوتي الحياني وأنا سعيد لأن سلمان بانت عليه اسارير السعادة، ولما كنت في لحظة إبداعية من لحظاتي الجهنمية في الشرح، واذ بسلمان يوقف تلكم اللحظة
ويقول مش فاهم؟ طبعا أن مديله ظهري ومش شايف مين اللي قال مش فاهم؟ قلت بعلو صوتي:
ما هو انت لو مركز كنت فهمت مين الحمار ياض منك له اللي قال مش فاهم: رد سلمان
وعينيه مقلوبه: أأأأنا ، قلت له: أنا أسف يا سلمان مكنتش أعرف ان حضرتك اللي مش
فاهم، مش فاهم ايه بقى؟، أشار لي بطرف يده على جزء من السبورة، قلت له دا بس!!!
قالي: إيه يا استاذ (بلهجة بلده) ، قلت: ولا يهمك الجزء اللي دا ملغي يا ولاد عشان
خاطر زميلكوا سلمان ومش هيجي في الامتحان، سقفوا لسلمان تاني يا ولاد، فابتسم
سلمان J وابتسمت Jوصفق الأولاد
وهم مبتسمينJJJJ، قلت له سايق عليك النبي يا سلمان سلم لي على الوالدة (طبعا أنا عرفتها بيني
وبينكم لما اشتكت للأخصائي والمدير المساعد والمدير وأمين المكتبة والممرض وهيجتهم
عليا مع إني مش عارف إيه ليه راحت قالت للممرض وأمين المكتبة بس ويجي 17 مدرس معاهم حتى يظهر لي إن العدد في اللمون وإني معصور معصور يا ولدي) وأنا جوايا بقوله: يكون في عون أم اللي
عايزه خلف من عينتك، ثم أتبعت ابتسامتي ضحكه خفيفه لسلمان لزوم الحبكة الفنية فابتسم لي سلمان ابتسامه تنم عن خبث وقد فهم اللبه.